بالتأكيد تسألون أنفسكم ماذا يعني هذا العنوان, ما هو علم أصول التدريس؟ أنا هنا لمحاولة الإجابة على السؤال. قبل بضع سنوات تلقيت دعوة لحضور مؤتمر دولي في معهد الكيبوتسات, قام بدعوتي البروفيسور نمرود ألوني بإعتقادًا منه ان هذا المؤتمر يناسب جميع الأنشطة التي أعمل عليها وأقوم بترويجها, واضافة لذلك كوني مربية ومعلمة, وبالفعل قمت بالمشاركة وكنت سعيدة جدًا بالدعوة.

ومن قبيل الصدفة, تأخر أحد المحاضرين عن القاء كلمته, فسنحت لي الفرصة أن اقوم بالقاء كلمه حول موقعنا  موقع الحياة المشتركة  والنشاطات التربوية, كل شيء كان بأجواء عفوية , وكانت ردود الحضور مشجعة جدًا.

وكما لاحظت وجود محاضرات رائعة في مجالات تعليمية مختلفة تعزز التعايش وتروج للعديد من القضايا الاجتماعية الهامة الأخرى. في تلك اللحظة حصل لي شيئ كبيرمن ناحية, ومن ناحية أخرى حصل لي شيء شخصي جدًا.
قررت أن أسجل للدكتوراه في موضوع علم أصول التدريس. لقد بحثت مطولًا عن مواد في اللغة العبرية حول هذا الموضوع, وجدت الكثير من المواد التي تحكي عن هذا الموضوع ولكن بشكل غير مباشر, ولم اجد أي شيء في علم أصول التدريس يمكن أن يساعدني في اسرائيل.
فقمت بطلب كتب بحثية في علم أصول التدريس وايضًا كتب في موضوع المعلمين الناشطين من أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإنجلترا. وقد انجذبت بشدة إلى هذا الموضوع.

إن الشيء العظيم الذي حدث لي في ذلك اليوم هو أنني أدركت فجأة أنه يمكنني الربط ين المجالين اللذان أعمل بهما منذ زمن وحتى الان, وهما النشاط الاجتماعي والتربية والتعليم في مناصب مختلفة, ( معلمة, مركزة, مديرة لجمعية رواد الأعمال الشباب في اسرائيل, مركزة مركز المجتمع, ” متناس” , موجهه ومشرفة في جمعية المجتمع والشباب, معلمة, مشرفة وموجهه تطوير المناهج, الخ…
في المحاضرات التي دعوت عليها للحديث عن مشروع موقع الحياة المشتركة, كنت أفتتح المحاضرات دائمًا في جملة تعبر عني وهي : ” في الصباح أنا معلمة, وفي الليل أنا ناشطة” .
وهذه الرؤية الثاقبة الموجودة بي تجاه المجالين المترابطين ساعدتني على استكشاف وتطوير علم أصول التدريس الناشط وكان هذا بمثابة استكشافي.

+