لقد التقيا عمر ويارون من خلال مسيرتهما التعليمية, ومن ثم أصبحا صديقين مقربين جدًا, وعلى قبيل الصدفة كان لكلاهما نفس الهواية, هواية ركوب الأمواج, وما بين هوايتهما وتعليمها, خطر على بالهم فكرة, وهي الجمع بين هوايتهما وتعليمهما, تعليم الشباب المعرضين للخطر وركوب الأمواج, وبالفعل قاما بتأسيس جمعية تسمى “موجي”. تمكين الشباب من خلال الايمان بأن كل شخص يمكنه الركوب على الموج والنجاح في الحياة.
لقد بدءا بالتطوع في توجيه 10 أولاد خلال سنة, بكثير من الحب والتفاني والتخلي عن العمل لأجل التطوع , أخذ قروض وشراء معدات ركوب الأمواج, وحتى يومنا هذا ، تعمل الجمعية مع أكثر من 100 مجموعة سنويًا و 3800 خريج وأكثر من 1000 شباب معرض للخطر ينضمون في كل عام في ثلاثة مراكز على طول شواطئ إسرائيل – بات يام وتل أبيب – يافا وكفار جليم. أراد عمر ويارون مساعدة المراهقين في الكشف عن قوتهم الداخلية عن طريق تجربة قوى البحر والأمواج, وبذلك يتعلمون التأقلم ومواجهة تحديات الحياة.
على الرغم من أن ركوب الأمواج هو فردي لكنه لا يكون بدون روح المجموعة والانتماء لها.
للبحر قوة علاج عجيبة, ومن جهة أخرى فهو تحدي ويمكن التعلم منه الكثير من الافكار حول التأقلم مع الحياة.
تضم جمعية موجتي كل الشباب في البلاد, عرب ويهود,وجميعهم يجدون خلال ركوب الأمواج المشتركة , مكانًا للقاء والانتماء للمجموعة. “جميعنا نركب الامواج معًا, على نفس الأمواج, جميعنا متساوون , ولجميعنا يوجد مكان.”
التواصل والعلاقة بينهم موجودة, اذ يحالون التعامل مع الأفكار المسبقة التي يحملونها تجاه بعضهم البعض, ويحاولون انشاء واقع مشترك, إلى جانب ذلك توجد أنشطة مشتركة مثل:
* دمج متعمد للسكان المتنوعين في برنامج” مجدلور- المنارة” والتي افتتحت أيضًا لفتيان وفتيات القدس الشرقية.
* المحافظة على المتدربين من كافة المجتماعات وإنشاء نظام تدريبي يتيح اندماجهم في مجموعة الخريجين.
* الاحتفال بالأعياد والمناسات لجميع الأديان.
* وصلت نشاطات التطوع ذروتها, مثل: التعاون مع منظمة ” جذور” التي تتبنى الوصايا العشرة بين شباب المستوطنات والشباب الفلسطيني.
* دمج مدربين ومتطوعين من مختلف المجتمعات في الفريق.
كورس لغة عربية محكية, لموظفي الجمعية من “كلنا – مدرسة اللغة العربية والثقافة”
أصبحت هذه النشاطات ممكنة بمساعدة شركائنا الأعزاء ، بما في ذلك السفارة الألمانية في إسرائيل.
في العامين الماضيين ، أطلقت جمعية هيجل شيلي مشروعًا جديدًا يهدف إلى تعزيز منطقة القدس الشرقية مع بلدية القدس.
أفيف يقول: فتحنا 12 مجموعة شبابية من شرقي القدس. تضمّن المشروع تعلم السباحة كخطوة أولى,
وبعدها الانتقال الى برنامج أمواجي في شواطئ بيت يام, للأسف و لحسن الحظ أتى 150 شاب لأول مرة يشاهدوا البحر في حياتهم, في السنة الثانية ، انضمت مجموعتان من الفتيات المسلمات من شرق المدينة, وقد حظين بتجربة غير عادية.
تم منح الطلاب المتفوقين في البرنامج دورة “الإخوة المتخرجين – من متدرب إلى معلم”. ويعملون اليوم كمدربين للفتيات والفتيان الجدد.لا يمكن للكلمات أن تصف هذا المشروع المهم والذي في أحدى لقاءاته الختامية, والد أحدى االطلاب قال: هذه المرة الأولى التي أقابل فيها يهود لا يريدون ايذائنا, يتقبلونا ويعطون الخير لأطفالنا”.
بعض أهداف هذه الجمعية هي خلق عملية تنمية شخصية لخريجي البرنامج, بالإضافة إلى إنشاء مجتمع اجتماعي مستدام يساعد في تقليل عوامل الخطر التي يتعرض لها الشباب وشيئًا فشيئًا تعريض الشباب للثقافات المختلفة.
يعزز هذا البرنامج مفهوم الصبر, تفهم وتقبل, يتيح المسلول الذي يضم الخريجين فرصة تعاون تخلق أرضية خصبة لفعاليات وانشطة مختلفة قادمة.
تكوين علاقات وصداقات ليس على أساس الدين / العرق / الجنس / اللون ، بالإضافة إلى أساس متين لمواصلة العملية التعليمية التي تعزز القيم التعددية والتعرف على الثقافات الأخرى. يحضى الشباب المشاركون في عمليات “موجتي” على تكوين صداقات حقيقية غيرت رأيهم تجاه بعضهم البعض.
ننهي مقالنا بفيديو عن مجموعة مشتركة مكونة من شباب المستوطنات والشباب الفلسطينين الذين خاضوا لقاءات مشتركة بالتعاون مع منظمة “جوذور”.