قبل ان ابدأ بالتكلم حول تجربتي سأبدأ بالتكلم عن احداث جرت في تاريخ 1/7/2017 في الساعة الثانية ليلا بينما كنت أحاول ان انام على سريري في كوخ مبني من خشب كان السرير المجاور فارغ وفجأة ان أحدا ما يفتح الباب وبعدها سألت من هناك،وإذ بها تدخل شابة محجبة وقالت بصوت منخفض ” انا ايناس من الشيخ جراح،جيروزاليم،فلسطين” سألتها عن حالها في لغة عبرية انجليزية،وهكذا تكلمنا ما يقرب الشهر. سنتشارك الألم والضحك والدموع من كلاهما ، سنتكلم عن مكانة المرأة والعمل التربوي، صراعات، عائلة، حياة يومية.
فرحت لانه تم اختياري لمرافقة بعثة الى أمريكا والتي شملت 52 طالب من الصف التاسع من “זרעים לשלום” قبل نصف سنة من موعد خروجنا للبعثة أجرينا تصفيات بمشاركة المفتشة “هدارا روزنبلوم” برنامج التحضيرات شمل عدة ندوات التي تحاورت حول موضوع الصراع في الشرق الأوسط والهويات الشخصية كما واننا قمنا بعمل مكثف من اجل توحيد بين الطلاب من انحاء البلاد عرب ويهود.
استقبلنا الطاقم الذي وصل قبلنا بأيام، وزعوا لنا ملابس قسم منها مختلف
من اليوم الأول أحاول خلص حديث مع المرشدين الإسرائيليين أحاول ان أتكلم معهم بالعبرية لكنهم يجيبوا فقط في اللغة الإنجليزية مدعين باننا مرافقي المجموعات وانه يتوجب علينا ان نتصرف وفقا للقوانين، لا توجد أي أجواء مثل الشرق الأوسط بالرغم من انه اغلبنا منه هذا لاجل ضمان الامن والأمان ومن اجل القيم الثلاث: الاحترام، الثقة والاتصال.
والمميز هنا ان الطلاب والمرشدين والطاقم يأتون من مناطق ودول يوجد بها صراعات مثل الشرق الأوسط: مصر إسرائيل فلسطين وشرق اسيا، شرق اسيا: هند وباكيستان وبعثة أمريكية. اقيم في اليوم لقاءين باشراف الطاقم ولم يكن سهلا على الطلاب ولا حتى على المرشدين، يجب علينا ان نعرف كيف نتعامل مع الادعاءات التي تثير أسئلة الاخرين، كانت اللقاءات بشكل مكثف واحيانا نشعر بالغضب الا اننا نذهب للنوم سويا في الغرف.
نحن مرشدي البعثة مجموعة مكونة من 20 شخص، جميعنا اشخاص نأتي من مجال التربية والتعليم او جمعيات اجتماعية، وجميعنا نحمل القدرة على التغييراضافة الى اننا نعبر مراحل تتطلب المسامحة والصبروبالتالي الاصغاء واحترام الآراء الأخرى حتى نتمكن من منع العنف والتشديد على قيم الاخوة المسالمة والمسامحة. تجربتنا متعلقة بتركيبة المجموعة وطبعها وفي هذه السنة أرى ان العلاقات جيدة بيننا ومثيرة للاهتمام واكتساب الأدوات الجديدة، بالرغم من الانتقادات القلية التي بدت من البعض الا ان الأغلبية والذين يبلغون من العمر 30 يشجعوننا بالتفكير نحو المستقبل وليس التشديد على أهمية من كان أولا في هذه البلاد.
تعدد الفعاليات شمل الاستضافة في بيوت عائلات التي تسكن في المنطقة، جولة في منطقة بوستون، بعض العائلات التي كانت تملك قوارب اخذتنا في جولة لمدة 3 أيام في المحيط الأطلسي في مكان يدعى”بلو هيل” الهدف من الجولة هو اللقاء باشخاص مبادرين بادروا باشياء مختلفة، في نهاية اليوم وصلنا لمكان يدعى “اسام” وهو مكان ضيافة كبير وفيه اجتمع الجيران والاصحاب والزملاء وحضرنا سوية وجبة العشاء، حدثونا الأشخاص المحليين عن منظمات اجتماعية والبعض منهم كانوا محاضرين في الجامعات. اللقاءات كانت رائعة واحدثت تغييرات كبيرة.
في يوم الجمعة سنرجع الى الواقع الثقافي الديني وسنقوم بطقوس صلوات من جميع الديانات الأساسيات
مع تفسيرات باللغة الإنجليزية بحيث ان كل دين يدعي الى السلام والتاخي والحوار الإنساني. الأسئلة المتعلقة بالهوية والانتماءات ليس دائما يتم الجواب عليها بطريقة واضحة ومن الممكن انه ليس فقط عند العرب واليهود الهوية والانتماء ليس واضحا ، حيث ان كلمة الهوية والانتماء تحمل بداخلها معاني اعمق، وانا اعتقد أنه بمكان كهذا تسنح لك الفرص بالالتقاء مع اشخاص من ثقافات وهويات أخرى جعلني اتمعن في ثقافتي وانتماءي وهويتي. اعلم ان هنالك تخوّف من الالتقاء بالاخروان يزعزع الهوية الشخصية الا انني واثقة ان هذا الامر يقوي الترابط بالجذر الثقافي، لماذا نخاف اذا من لقاءات من هذا النوع؟
اقتربت من الانتهاء لوصف التجربة الفريدة في المخيم، العديد من الآراء ومن ثم المحاورات المكثفة واحيانا احتفالات متعلقة بالثقافات والجذور والهوية وفي كل مرة نرجع مع روح التاخي والمحبة في النادي او الفعاليات او حتى في الغرفة.
التحديات شملت تحديات جسمانية، سنرى ان كنا سنثق ببعضنا بعد كل ما ممرنا به، بفعالية تتطلب اغلاق العيون وعلى الاخر ان يرشدنا لصعود على ارتفاع مئات الأمتار وعلى حبل رفيع.. انها متافورة.
بعض المفاهيم التي قالها الطلاب:
1.اصبحت الأمور أوضح.
2.اشعر انني فاقدة الامل، المكان هنا رائع ولكن عندما نعود للدولة كل شيئ سيكون مختلف.
3.تعلمت ان اتعرف على اشخاص جديدينوان اصبح مستقل اكثر.
المفاهيم الخاصة بي تنقسم الى قسمين:
1.على المستوى الشخصي- امل ان نستعمل التعاطف التي تعلمناها، انني اؤمن بها وؤمن ان التعاطف يساهم ليس فقط للمتحدث بل للمستمع أيضا، وهي أداة لبناء الثقة، واعلم انه ليس من السهل تذويتها واكتسابها.
2.المستوى الوطني- عدت مع العديد من الأفكار التي علي ان اوحدها واجمعها بالنسبة لعلاقتنا بعرب إسرائيل وللشعور بالانتماءواللقاء بحد ذاته مع الاخرين وخصوصا الفلسطينيين جعلني أتساءل العديد من الأسئلة.
يسعدني ان تشاركوني في اعتقاداتكم وافكاركم، ومن الممكن تجاربكم او حتى مفاهيمكم.