وصفة طعام مفاجئة وجديدة قد نتجت عندما طلب الشيف الرئيسي في مطعم رومرس المشهور في مدينة فرانكفورت الألمانية للقدوم الى اسرائيل من أجل لقاء طباخون اسرائيليون من كلا المجتمعين اليهودي والعربي كي يتعلم منهن وصفات خاصة من شأنها ان تدعم السلام وتعزز قيم التسامح والتضامن في الحيز المشترك، هوبرتوس مركفاردط ابن الثالثة والثلاثون من ألمانيا نجح بالتقدم لمنصب الشيف الرئيسي في مقتبل شبابه في مطعم رومرس، لم يكتفي بذلك فحسب بل لدية أيضًا عزيمة وإرادة من اجل فعل ما هو أكثر من خلال الطهي، لذلك قام بمتابعة “طهاة من أجل السلام”. يسعى للبحث عن معاني وقيم إضافية. هوبرتوس صادف العديد من المقالات الشيقة والممتعة التي كتبت بين سطورها عن الفعاليات المختلفه التي يقومون بها “طُهاة من أجل السلام” التي جعلته يبحث عن كل طريق توصله للقاء بهم في اسرائيل.
تم استدعاء كيرن أيالي (مبادرة ناشطة اجتماعية) في احدى اللقاءات لجلسة مميزه بنكهة جبنه مالحة لذيذة للحياة المشتركة.
هوبرتوس هو انسان يغمره حب الاستطلاع، انسانيته وشخصيته المميزة هي ما جعلته يأخذ حيزًا في قلوب الاخرين. قام بشراء ملابس خاصة بالطهاة بيضاء اللون من أجل المشاركة في هذه التجربة الشيقة بعكس ملابسه السوداء التي يقوم بارتدائها في مجال عملة بالمطعم في مدينة فرانكفورت، هوبرتوس اختار بأن يكون مثل جميع الطهاة الذين سيلتقي بهم حيث رأى ملابسهم البيضاء من خلال امواقع التواصل والمقالات المختلفة لذلك قرر بأن يلبس مثلهم.
بدؤوا يومهم بجولة انطلقت من بوابة يافا في القدس ومن ثم تجولوا في سوق البلده القديمة. توقفوا مرتين كل مره في مطعم صغير اخر ومختلف، بعد استفسارات ونقاشات مع العاملين في المطعم فهموا أن كل واحد من هذه المطاعم الصغيره مختص في تحضير وصفه واحده معينه فقط لا غير، مثل مطعم حمص لينا مثلًا المختص في تحضير حمص فاخر ولذيذ. دار الحديث بينهن وبين الشف الذي يقوم بإعداد الحمص عن كيفية تحضيره وطريقة هرسه وتخليطه مع الطحينة من أجل الحصول على مذاق بهذه الدقة والمهارة حتى أخذهم الحديث من العلاقة بين الحمص والطحينة للعلاقات بين اليهود والعرب التي من الأساس اجتمعوا من أجلها. من هناك ذهبوا الي مكان الحلويات Zlatatemo Sweet، هو مكان تقليدي صغير يقوم بتحضير حلويات مميزه وخاصة تسمى Mutaba جلسوا بين جدرانه الصغيره التي تتسع للفرن ولبعض المقاعد واستمتعوا بمذاق الحلويات المميز والخارج عن المألوف.
التجول في أزقة السوق الضيقه كانت بالنسبة لهم تجربة شيقة حيث غمرت السعادة قلوبهم. واصلوا سعيهم بين أزقة السوق حتى وصلوا الي سوق العطارين، من الأمور التي شدت انتباههم أن أزقة السوق بقيت كمان هي من عهد الفترة البيزنطيه من بداية مسارهم وحتى وصولهم الى هنا، خلال سيرهم والتمتع بالنظر لكل ما حولهم تكلم كل شيف من منظومة “طهاه من اجل السلام” عن معالم السوق الاثرية القديمة وأهميته وكذلك عن بعض الحوانيت القديمة التي كانت ومازالت. في هذه الاثناء أيضًا قامت كيرن أيالي بتوجيه سؤال للطهاة عن الحوارات والنقاشات التي تدور بينهن في الوقت الذي يطبخون ويخبزون ويعدون الطعام فيه، أما اجابتهم فتلخصت بأنهم يعيشون الحياة المشتركة دائمًا معًا ليس فقط في نفس الوقت الذي يعدون فيه الطعام وإنما دون ذلك، فعلاقاتهم تطورت أيضًا الى علاقات اجتماعية عائلية تجمعهم في قضاء نزهات وأوقات ترفيهية معًا. يبحثون دائمًا عن مطاعم جديدة فيها يتحدث كل منهم عن حياته الشخصيه دون التحدث عن الوضع السياسي القائم في الدولة.
تحضير الطعام والانشغال بإعداده هو أمر عاطفي جدًا يقول الشيف بوعز كوهن، جميع الطهاة يجتمعون حول نكهات، أطعمة، أحاسيس ومذاق تأخذهم للغة أخرى بعيدة عن السياسة. الطبخ يزيل جميع الأقنعة ويوصل لمحادثات مباشرة وحقيقة. التنوع بين الطهاة وقومياتهم من شأنه أن يضفي حماسًا أكثر وروح فنيه، تجربة مختلفه وفريدة، وحتى المساعده في الصحة النفسية، حتى اصبح بوعز كوهن معالج عن طريق الطهي.
في طريقهم قام الشيف هوبرتوس بشراء بعض انواع التوابل بعد أن راودته أفكار مختلفة ومتنوعة من وصفات الطعام وسيطرت على تفكيره في كيفية إعدادها على اتم وجه. أما الطهاة الاخرون فتبين فيما بعد أنها لم تكن المرة الاولى التي يزورون فيها هذه الاماكن بل قاموا بعدة جوالات فيها مع ضيوف أتوا لمقابلتهم من البلاد وخارجها. من السوق توجهوا الي مطعم أكليبتوس.
شيف المطعم هو إحدى مؤسسين منظمة “طهاة من أجل السلام” ودائما ينتهي المسار في استقبال الضيوف لوجبة طعام مميزه في مطعمة الخاص. مطعم الإكلبتوس هو مطعم مشهور عالميا في تخصصه بالطعام المقدسي – المحلي – الاسرائيلي. في هذه المرة قام ابن الشيف موشيه بسون باستقبالنا بدلا من والده الذي لم يتواجد لأسباب خاصة.
دخلوا جميع الطهاة الي مطبخ المطعم من جميع الديانات والحضارات والثقافات، قاموا بإعداد وصفات مميزه وخارجه عن المألوف، من الصعب وصفها ووصف مدى لذتها.
كان لقاء مفرح وخاص برزت فيه محبة الغير, ساد اللقاء أجواء من البهجة والسرور التي تمازجت مع تبادل الحوار وتذوق الأطعمة المختلفة في السوق والسعي بين الأزقة القديمة التي انتهت في جلسة جمعتهم حول مائدة الطعام وما اعدوه الطهاة من أكلات طازجة ومعبرة دخل فيها جميع الديانات والثقافات والحب والأمل. جزيل الشكر لإبراهيم أبو سير الذي أصبح بعد سنوات مستشار طهي وكذلك مصور اللحظات المميزه والمهمة في منظمة “طهاة من أجل السلام” وبعض من هذه الصور التي بين أيديكم من تصويره. وكذلك جزيل الشكر لبليا كطنر و حنا بين هلحمي مديرات المنظمة.
نترككم مع وصفة الكبه من الشيف وليد عشاير:
*180 جرام لحمة عجل مطحونة
*كأس برغل
*نصف كأس بقدونس مفروم
*نصف كأس كسبره مفروم
*واحد بصل مفروم
*نص كأس بذور رمان
*بندورة واحده
*خبز فرنجي
*عصير ليمون
*زيت زتون
*فلفل أسود
*ملح خشن
——————————
طريقة التحضير:
*تقطيع البصل والبندورة الي مربعات.
*فرم البقدونس والكسبره ناعم.
*نقع البرغل لمدة ربع ساعة في مياه فاترة.
*إضافة بذور الرمان وعصير الليمون.
*إضافة ملح، فلفل وزيت الزيتون.
*خلط جميع المكونات ووضعهم على الخبز الفرنجي.
لتحضير الخبز الفرنجي: إدخاله للفرن بدرجة حرارة 180 لمدة خمس دقائق.